کد مطلب:109720 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:248
بعد انصرافه من صفین وفیها حال الناس قبل البعثة وصفة آل النبی ثمّ صفة قوم آخرین أحْمَدُهُ اسْتِتْماماً لِنِعْمَتِهِ، وَاسْتِسْلاَماً لِعِزَّتِهِ، واسْتِعْصَاماً مِنْ مَعْصِیَتِهِ، وَأَسْتَعِینُهُ فَاقَةً إِلی كِفَایَتِهِ، إِنَّهُ لاَ یَضِلُّ مَنْ هَدَاهُ، وَلا یَئِلُ مَنْ عَادَاهُ، وَلا یَفْتَقِرُ مَنْ كَفَاهُ; فَإِنَّهُ أَرْجَحُ ما وُزِنَ، وَأَفْضَلُ مَا خُزِنَ. وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، شَهَادَةً مُمْتَحَناً إِخْلاَصُهَا، مُعْتَقَداً مُصَاصُهَا، نَتَمَسَّكُ بها أَبَداً ما أَبْقانَا، وَنَدَّخِرُهَا لِأَهَاوِیلِ مَا یَلْقَانَا، فَإِنَّها عَزیمَةُ الْإِیمَانِ، وَفَاتِحَةُ الْإِحْسَانِ، وَمَرْضَاةُ الرَّحْمنِ، وَمَدْحَرَةُ الشَّیْطَانِ. وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أرْسَلَهُ بِالدِّینِ المشْهُورِ، وَالعَلَمِ المأْثُورِ، وَالكِتَابِ المسْطُورِ، وَالنُّورِ السَّاطِعِ، وَالضِّیَاءِ اللاَّمِعِ، وَالْأَمْرِ الصَّادِعِ، إزَاحَةً لِلشُّبُهَاتِ، وَاحْتِجَاجاً بِالبَیِّنَاتِ، وَتَحْذِیراً بِالْآیَاتِ، وَتَخْویفاً بِالمَثُلاَتِ، وَالنَّاسُ فی فِتَن انْجَذَمَ فِیها حَبْلُ الدِّینِ، وَتَزَعْزَعَتْ سَوَارِی الیَقِینِ، وَاخْتَلَفَ النَّجْرُ، وَتَشَتَّتَ الْأَمْرُ، وَضَاقَ الْمَخْرَجُ، وَعَمِیَ المَصْدَرُ، فَالهُدَی خَامِلٌ، واَلعَمَی شَامِلٌ. عُصِیَ الرَّحْمنُ، وَنُصِرَ الشَّیْطَانُ، وَخُذِلَ الْإِیمَانُ، فَانْهَارَتْ دَعَائِمُهُ، وَتَنكَّرَتْ مَعَالِمُهُ، وَدَرَسَتْ سُبُلُهُ، وَعَفَتْ شُرُكُهُ. أَطَاعُوا الشَّیْطَانَ فَسَلَكُوا مَسَالِكَهُ، وَوَرَدُوا مَنَاهِلَهُ، بِهِمْ سَارَتْ أَعْلامُهُ، وَقَامَ لِوَاؤُهُ، فی فِتَن دَاسَتْهُمْ بِأَخْفَافِهَا، وَوَطِئَتْهُمْ بأَظْلاَفِهَا، وَقَامَتْ عَلَی سَنَابِكِهَا، فَهُمْ فِیهَا تَائِهُونَ حَائِرونَ جَاهِلُونَ مَفْتُونُونَ، فِی خَیْرِ دَارٍ، وَشَرِّ جِیرَانٍ، نَوْمُهُمْ سُهُودٌ، وَكُحْلُهُمْ دُمُوعٌ، بأَرْضٍ عَالِمُها مُلْجَمٌ، وَجَاهِلُها مُكْرَمٌ. ومنها ویعنی آل النبی علیه صلوة والسلام هُمْ مَوْضِعُ سِرِّهِ، وَلَجَأُ أَمْرِهِ، وَعَیْبَةُ عِلْمِهِ، وَمَوْئِلُ حُكْمِهِ، وَكُهُوفُ كُتُبِهِ، وَجِبَالُ دِینِه، بِهِمْ أَقَامَ انْحِناءَ ظَهْرِهِ، وَأذْهَبَ ارْتِعَادَ فَرَائِصِهِ. منها یعنی بها قوماً آخرین زَرَعُوا الفُجُورَ، وَسَقَوْهُ الغُرُورَ، وَحَصَدُوا الثُّبُورَ، لا یُقَاسُ بِآلِ مُحَمَّد صَلَّی عَلَیْهِ وَ آلِهِ مِنْ هذِهِ الْأُمَّةِ أَحَدٌ، وَلا یُسَوَّی بِهِمْ مَنْ جَرَتْ نِعْمَتُهُمْ عَلَیْهِ أبَداً. هُمْ أَسَاسُ الدِّینِ، وَعِمَادُ الیَقِینِ، إِلَیْهمْ یَفِیءُ الغَالی، وَبِهِمْ یَلْحَقُ التَّالی. وَلَهُمْ خَصَائِصُ حَقِّ الْوِلایَةِ، وَفِیهِمُ الوَصِیَّةُ وَالوِرَاثَةُ، الْآنَ إِذْ رَجَعَ الحَقُّ إِلَی أَهْلِهِ، وَنُقِلَ إِلَی مُنْتَقَلِهِ.
ومن خطبة له علیه السلام